May 17, 2011

حيـــاه حالمّ

جليس البحـر ..

جلس كعادته ... ينتظر ... وقد ألفه كل ما حوله .. نعم ألفه الصخر المحيط به كما ألفه تراطم الامواج  
حيث كان يشتدد  تراطمه حينما يتأخر عن المجىء ..
لم يشعر  لوهله .. بهذا التألف من قبًل هذه الاشياء الصماء التى كانت تحيط به
ولربما كان هذا سبب تأخيره  فى  بعض الاحيان ..
يأتى .. فيجلس صامتا حالمـاً  ينظر  للبحر  دون أن  يتفُوه بكلمه  واحده ولربما .. كان يتنفس  فى  صمت أيضاً
فرغم طيله إنتظاره لم تشعر له أدنى تغير  فى تعبيرات وجهه او  فى طريقه تنفسه ..
كان ينتظر  و  ينتظر  و عندما  تشرق الشمسُ أمامه .. كان يرحل
فلربما كان كائناً ليلياً  يهوى الليل ... أو ... لربما كان كائناً عاشقاً ينتظر حبيبته ان تأتى له يوما عبر  هذه الأمواج ... ولهذا  ينتظر  دون سئم او ضيق ..

وتتعاقب الأيام  فى أنتظام وتسلسل ... وكان هو الأخر  يتعاقب معها بأنتظام وتسلسل منقطع النظير
وفى ليله من هذه الليالى التى قد يسئمٌ الفرد منا أحصائها
جاء وجلس كعادته ... ولكن !!!!
لم يستمر سكونه كثير .. فقد هبا واقفا ع قدميه ونظر للبحر نظره المنتقم وراح يناجى البحر قائلاً :
سحقاً لك ... سحقاً .. يا من تخفيها عنى طيله هذا الوقت قد  أرهقنى الانتظار ..!!!
فلما كل هذا الغموض فى إخفائها !!!!
قد توقفت حياتى عليها أريد  رؤيتها .. والآن ..
فهى من ستعيدنى للأتزان النفسى الذى سلبه البشر منى ..
سئمت  البشر  و البشريه سئمتهم جميعا إنهم أنُاس أفاقوٌن ملاوعوٌن ...
وأنى أومُن به كل الايمان .... إنها ..إنها تختف عن هولاء البشر .. نعم تختلف عنهم أنا أعلم
أتوسل إليك .. أريدها هى وفقط هى ... !!!
وأقُســــم لك .. أقُســــم لك  .. أنى لن أوذيها أبداً ولن أبوح بسرها مهما صار ...
ولكن ... لكن .. لا تتركنى أنهار  هكذا ..
فقد أختلطت علىّ دروب الحياه ... وكلما مضيت فى طريق .. وجدت نهايته مقفله ومسدوده أمام أعيونى ..
و كلما .. كلما عافرت فى هدم هذا السد الذى يعترض مسيرتى .. أجدهُ .. أجدهُ يزداد صرامتاً ع صرامته ..
فلا أجد نفسى .. إلا .. إلا وأنا عائداً وخيبه الأمل تمتلك كل جوارحىٍ
فأريدها ... أن .. أن تقول لى من أين أبداء فقط ... !!!
وعم الصمت أرجاء المكان حتى الأمواج التى كانت لا تتوقف عن الأرتطام  متباهيتاً  بقوته ...
هدئت قوتها وصرمتها فى الأرتطام ... وكأنها فوجئت بهذا الحديث منه ...
لم يستمر  الوضع طويلا هكذا ...
حتى تشرق الشمس ... ويرفع عينه ليرمقها بنظره طائر  منكسر ...
ويستجمع جوارحه ليهيء نفسه للرحيل كعادته ..
رحل ... نعم رحل ... ولكن بعد أن خرج من نطاق  صمته  المرير ..

5 comments:

  1. ما شاء الله بجد توبيك حلو اوووى

    منتظريين المزييييد

    ReplyDelete
  2. تحفة يا شيماء بجد ..
    تعبير رائع
    :)

    ReplyDelete
  3. أخجلتم تواضعى .. ناقدنا الادبى
    :)

    ReplyDelete
  4. حلوة اوووووووى يا شيمو
    بجد احساسها حلو اوى وبالذات فى الجزء لما بتوصفيه وهو قاعد على البحر


    والجزء ده كمان شدنى جدااااااا

    سحقاً لك ... سحقاً .. يا من تخفيها عنى طيله هذا الوقت قد أرهقنى الانتظار ..!!!
    فلما كل هذا الغموض فى إخفائها !!!!
    قد توقفت حياتى عليها أريد رؤيتها .. والآن ..
    فهى من ستعيدنى للأتزان النفسى الذى سلبه البشر منى ..
    سئمت البشر والبشريه سئمتهم جميعا إنهم أنُاس أفاقوٌن ملاوعوٌن ...
    وأنى أومُن به كل الايمان .... إنها ..إنها تختلف عن هولاء البشر .. نعم تختلف عنهم أنا أعلم

    لايك جداااااااااا
    :) :) :)

    ReplyDelete
  5. هاجــر أنتى الوحيده
    الى لما بتقوليلى أنا حسيت الجزئيه ديه .. بكون واثقه انى وصلتها بطريق تتفهم بيه يعنى تتفهم بيه ..
    لأن بطبعك بارعه فى انك توصلى للقدامك مدى أعجابك بالشىء ..

    أنا بجد فرحانه ..
    لأ وفرحانه اووى
    :)

    ReplyDelete